كتارا» تكرم المشاركين في دورة كتابة القصة للمكفوفين

كتارا» تكرم المشاركين في دورة كتابة القصة للمكفوفين

مايو 1, 2025 Off By manager

« تحت شعار «أنامل تكتب النور»

كرّمت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، مساء يوم الخميس، المشاركين في الدورة التدريبية المتخصصة في كتابة القصة القصيرة للمكفوفين، والتي أُقيمت خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل الماضي، تحت الشعار الإنساني الملهم «أنامل تكتب النور»، الذي يعكس روح المبادرة وهدفها في تمكين المكفوفين من التعبير الإبداعي عبر أدواتهم الحسية واللغوية.

أقيم حفل التكريم في أجواء احتفالية بحضور الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي، وعدد من الشخصيات الثقافية والتربوية، حيث تم تسليط الضوء على إبداعات المشاركين من الأطفال المكفوفين الذين قدّموا قصصًا تحمل مضامين إنسانية وقيمًا فكرية راقية.

كرّمت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، مساء يوم الخميس، المشاركين في الدورة التدريبية المتخصصة في كتابة القصة

وقد حصلت الطالبة لينا محمد فاروق على المركز الأول عن قصتها المعنونة «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»، والتي تميزت بأسلوبها الإنساني العميق، فيما نالت الطالبة هند فيصل البلوشي المركز الثاني عن قصتها «الكهف المضيء» التي اتسمت بالخيال الرمزي والتشويق، وجاء في المركز الثالث الطالب عبد السلام العوض بقصته «القرش والطُّعْم»، والتي قدّم فيها إسقاطًا سرديًّا ذكيًّا لمفاهيم الخير والشر.

وقد شمل التكريم أيضًا جميع الأطفال المشاركين في الدورة، إيمانًا من كتارا بأهمية دعم وتشجيع كل من يخطو خطواته الأولى في مجال الإبداع الأدبي، خاصة من أصحاب التحديات البصرية، لما لذلك من أثر إيجابي في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتنمية مهاراتهم.

واشتملت الدورة التدريبية، التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، على مجموعة من المحاور النظرية والتطبيقية، حيث تعرّف المشاركون على فن القصة القصيرة، وأنواعها المتعددة، ومراحل بنائها الفني، سواء على صعيد البنية السردية (كالحبكة، الأحداث، الشخصيات، الزمان والمكان)، أو من خلال اللغة الأدبية (من حيث الأسلوب والمعجم والتصوير البلاغي).

كما خُصِّص جانب مهم من الدورة لتقديم بدائل حسية للمكفوفين، تُمكنهم من إدراك عناصر القصة وصياغتها بأسلوب يعبر عن تجربتهم الخاصة، بالإضافة إلى تقديم نماذج قصصية من الأدب العربي والعالمي، جرى تحليلها ومناقشتها لفهم الأساليب الأدبية المختلفة وتبيان القيم الجمالية والفكرية التي تحملها.

وضمن الأنشطة التدريبية، شارك الأطفال المكفوفون في تمارين كتابية تهدف إلى صقل مواهبهم، وإظهار قدراتهم في التعبير عن الأفكار والمواقف الحياتية من خلال قالب قصصي جذاب وهادف.

وفي هذا السياق، أوضح محمد ناصر الشهواني، رئيس قسم الأدبيات الثقافية في كتارا، أن هذه الدورة تأتي استمرارًا لنهج كتارا في دعم ذوي الإعاقة البصرية وتمكينهم ثقافيًّا وأدبيًّا، مضيفًا: “نحن نؤمن بأهمية دمج المكفوفين في الفعل الثقافي وتمكينهم من أدوات التعبير الإبداعي التي تمنحهم صوتًا مسموعًا ومكانة مستحقة في المشهد الأدبي”.

كما أكد الشهواني على أهمية الشراكة والتعاون القائم بين مؤسسة كتارا ومركز النور للمكفوفين، والذي أثمر عن العديد من المبادرات النوعية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام ذوي الإعاقة البصرية في المجال الثقافي، وتعزز من مفهوم الثقافة الشاملة كحق لكل فرد في المجتمع، دون استثناء أو تمييز.

واختُتمت الفعالية وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بجهود المشاركين، الذين أثبتوا أن التحديات لا تُقيّد الإبداع، وأنّ الكلمة المكتوبة بالأنامل يمكن أن تُضيء دروبًا من النور والمعرفة.